مشاريع المنح البحثية الممولة في إطار الدورة الخامسة

الباحث الرئيسي: إياس شاهين، جامعة دمشق

الباحث المشارك: وسام العسلي، جامعة كامبريدج

البلد: سوريا

نوع المنحة: منحة لمشروع فريق بحثي

عنوان المشروع: العمارة كحرفة: تمكين الإرث المعرفي لحرفة البناء كمنهج بديل لتحقيق العدالة والتنمية البيئية في صناعة المكان

لم يكن مفهوم الحرفة في المجتمع مقتصراً على العمل وأساليب الإنتاج. فقد شكلت الحرف منهجية عمل ومنظومات اجتماعية واقتصادية واضحة ذات تمثيل مباشر للحرفيين أمام الدولة والمجتمع، حيث عملت المجموعات الحرفية على تنظيم العمل بين الحرفيين وجباية الضرائب وتقديم الدعاوى أمام القضاء بما يخص عملهم وهموهم. كما عملت المجموعات الحرفية أيضاً على تحديد مفهوم المهارة والتمكن، حيث امتثل الحرفيون فيها لقواعد التدريب والعمل وتدرجوا بالمهنة بما يتناسب مع خبرتهم من جهة، وإمكاناتهم المادية للاستقلال عن معلميهم وإثبات أحقيتهم من جهة ثانية.

وفي هذا كانت العمارة حرفة تبدأ من البنّاء في أبسط أشكاله والقائم على بناء وترميم المساكن وتنتهي بتمثيل مباشر في الدولة لمعماريي الأبنية العامة. هذا وتطورت تعقيدات هذه الحرفة حتى نشأت عنها مجموعة من الفنون المعمارية المختلفة، لكنها بالمقابل اختزلت حرف البناء الغنية والمتعددة بشخص المعماري المصمم. وبذلك تحولت علاقة حرف الإنشاء بالمدينة من علاقة مباشرة إلى علاقة بحاجة لوسيط مخطّط ومصمم. وهذا ما يمكن تمييزه في رصد أولي لتطور مدينة دمشق وتمييز مراحله ومدى تأثير آليات صناعة البيئة المبنية والاجتماعية للمدينة والتي أثرت بدورها على صورة المدينة وهويتها.

تأثرت الحرف بالعولمة والثورة الصناعية والتكنولوجية وتعقيدات السوق المحلي التي حالت دون استمرارها بشكلها كما كانت سابقاً. لكن يمكن ملاحظة آثارها في المجتمع السوري الحديث لمدينة دمشق، فعلاقة المتدرب والمعلم بشكل خاص كانت وربما ما زالت تخضع لمحددات المهارة والانضباط وأحيانا الوصاية التربوية. ورغم انعدام الجماعات الحرفية، بقيت الهيكلية التعليمية حاضرة في الحرفة السورية إلى فترة قريبة، ولا يعرف إلى الآن ما تأثير الأزمة في سوريا على هذه الهيكلية، كما لا يعرف حجم خسارة البنك التعليمي والمعرفي الحرفي في هذه الأزمة.

يقوم المقترح البحثي هذا بدراسة استقصائية عن مفهوم الحرفة في العصر الحديث لسوريا عموماً ودمشق خصوصاً، ويركز على الحرف المتعلقة بالإنشاء المعماري والبناء وتأثيرها على صناعة المكان للمدينة. ويعتمد المشروع على فرضية أن دراسة وإعادة اعتبار مناهج الحرف في إنتاج البيئة المبنية واتباع مبادئها وأسلوبها يعد منهجًا بديلاً لتحقيق العدالة والتنمية والرفاه في إنتاج صورة المدينة. وبذلك فهو يسعى أيضًا للقيام بدراسة توثيقية لموارد هذه الحرف وأثر الأزمة في سوريا عليها.

يتعلق السؤال الأساسي والمطروح في سياق البحث بأحقية وحقيقة إنتاج البيئة المبنية. فرغم كثافة التشريعات ومحاولة تنظيم الإنشاء بأطر معينة تخطيطية وتنظيمية، ما زال أكثر من نصف مدينتي دمشق وحلب منتج ومآل البنّاء الشعبي. ورغم محاولات تحييد وتقويض عمليات البناء غير المنظم ووسمها بصفة اللاقانونية، ما زالت البنى الشعبية بازدياد مستمر. مما يجعل السؤال عن هوية المنتج الحقيقي للمدينة مشروعًا وذا صلة للبحث. من جهة أخرى، أحدثت الأزمة الحالية في سوريا خللاً على جميع الأصعدة، وخاصة في ما يتعلق بالمعرفة والخبرة المهنية في أساليب البناء وحرف الإنشاء والذي يشكل إشكالية تستدعي دراسة حول الحرف والإرث المعرفي لها.

----------------------------------------------------------

إياس شاهين هو الخريج الثاني في جامعة دمشق، كلية الهندسة المعمارية لعام 2007. حصل على شهادة الماجستير في التصميم المعماري في العام 2013، حيث بحث فيها عن دور الساحات العامة في تعزيز الانتماء واستكمل بعدها درجة الدكتوراه متخصصًا في السكن في العام 2017 . له ستة أبحاث محكمة منشورة تهتم بقضايا العمارة والسكن. كما أعد 4 كتيبات عن أعماله ونشاطاته. بشكل موازٍ لدراسته الأكاديمية، شاهين هو الشريك المؤسس لمختبر خاص يُعنى بالنشاط الثقافي المعماري والفني IWLab. أنجز من خلاله العديد من المعارض وورشات العمل في دمشق وخارجها؛ ومن أهمها محليًا المعرض التجريبي العمراني "لحظة" في أحد أحياء دمشق القديمة، وورشة لتعزيز الوعي بالتراث الثقافي لدمشق والموجهة للأطفال. على صعيد شخصي، حصل شاهين على خمس منح ثقافية في بريطانيا وفنلندا وبيروت ومصر والأردن، كما أعد وأنجز ثمان ورشات عمل فنية ومعمارية. ومن آخر إنجازاته الفنية معرض فني بصري بعنوان "المدينة كجسد" تم عرضه في جامعة كامبريدج في شباط 2017. وأنجز مؤخرًا معرضه الفني التشاركي عن فن رسم الخرائط المعرفية لدمشق في المركز الوطني للفنون البصرية.

 

 وسام العسلي مهندس معماري ومتدرب بناء وطالب دكتوراه في مركز إبتكار المواد الطبيعية في جامعة كامبريدج حيث يدرس الحرف والتقاليد في حرفة بناء القبب الكاتالونية (قبب القرميد الرفيع) وإمكانية إستخدامها لإعادة الإعمار. تخرج في العام 2007 من جامعة دمشق وحصل بعدها على ماجستير في الهندسة المعمارية والدراسات المدينية من جامعة كامبردج. له خبرة واسعة في العمل في سوريا والدنمارك والمملكة المتحدة. في العام  2010، شارك في تأسيس IWLab في دمشق ليكون مساحةً لدراسات الهندسة المعمارية والثقافة والتراث المديني. أما في الدنمارك، فقد عمل في شركات الهندسة المعمارية HLA وVismo. حل مدرباً ضيفاً في ورشة عمل WAVe في العامين 2015 و 2017. وشارك في تنسيق مؤتمر Urbicide I في العام 2016 وميثاق البندقية حول إعادة الإعمار. وهو أحد المؤسسين والأساتذة في برنامج الماجستير في استراتيجيات المشاريع والإبتكار في حالات الأزمات الإنسانية في جامعة البندقية.

عرض الكل
ACSS

رسالة من إدارة المجلس

اقرأ

ACSS

تحديد الإحتياجات

موارد للبحوث | المرصد

ACSS

إنتاج الأبحاث رفيعة المستوى

أبحاث | اصدارات

ACSS

تعزيز القدرات

تعزيز القدرات | التدريب

ACSS

المنابر والعمل الشبكى

التشبيك | الجمعية العمومية

ACSS

دعم الفكر المستقل

دعم الفكر المستقل