مشاريع المنح البحثية الممولة في إطار الدورة الخامسة

الباحث الرئيسي: جمال سعيد فزة، جامعة محمد الخامس في الرباط

الباحث المساعد: حسن مصطفى احجيج، الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة

البلد: المغرب

نوع المنحة: منحة لمشروع فريق بحثي

عنوان المشروع: التدهور البيئي للواحات والإفقار المتنامي لساكنتها بالمغرب: إثنوغرافيات العالم المعيش

ينطلق هذا المشروع من سؤال بسيط: "لماذا تسفر المشاريع التنموية التي تقودها الدولة في الواحات عن مزيد من استفحال الوضع؟" إن هذا السؤال هو الذي قادنا إلى تكريس الفصل الأول من فصول هذا المشروع لإنجاز تقييم لمختلف التدخلات الرسمية التي اتخذت من تنمية الواحات موضوعًا لها، سواء كانت هذه التدخلات من قبل الدولة أو من قبل مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية. وهذا لا يعني أننا نفتقد لتصوّر أوّلي في موضوع التدهور البيئي للواحات بالمغرب والفقر المتنامي لساكنتها، بل إننا نريد أن يكون هذا التقييم محاورًا لتصورّنا الأوّلي للموضوع، فيثريه ويعمقه أو يصحّحه وينقّحه.

ينطوي تصوّرنا للمشكلة على فكرة مؤداها أن التدخلات التنموية للدولة في الواحات يغلب عليها الطابع التكنو-اقتصادي، فضلًا عن كونها تدخلات تجزيئية تضع المشاكل التي تطرحها تنمية الواحات جنبًا إلى جنب (en juxtaposition) وتتم في جو من الاستعجال و"حالة الطوارئ"؛ الأمر الذي يقودها إلى البحث عن حلول آنية بدل البناء المتأني للمشكلة.

إن المشكلة، في نظرنا، في نظرنا ليست تقنية، بل هي في العمق مشكلة اجتماعية. بهذا المعنى ينتصب تدهور الواحات شاهدًا على وجود شرخ يتسع بين رهانات الاستدامة والخصائص المميزة للتراب. حتى إذا توفرت إرادة سياسية صادقة في تحقيق تنمية مستدامة بالواحات، ظل السؤال حول الطريقة المناسبة للاستجابة لرهانات الاستدامة، بما يتوافق وتراب يتمتع بخصوصية ناصعة ويحثنا على إيجاد حلول مناسبة ومتكيفة.

 إن مشكلة التدهور البيئي للواحة، في نظرنا، لا تنفصل بأي حال عن مشكلة تفكك المجتمع الواحي وانتشار ممارسات اجتماعية ترابية غير متكيفة، بل إنهما وجهان لعملة واحدة. وما يتعين علينا احترامه والالتزام به هو معالجة المشكلتين معًا من خلال مقاربة تاريخية دينامية. وبهذه المقاربة المندمجة تكون محاربة التصحر هي نفسها محاربة الفقر الذي تعاني منه ساكنة الواحات، وإعادة الاعتبار للمجتمع الواحي هي نفسها إعادة الاعتبار للواحة والحفاظ عليها حية.

يقودنا هذا المنظور المندمج إلى الشق الثاني من المشروع. فبعد الانتهاء من تقييم المشاريع التنموية في الواحات المغربية، وإنجاز خارطة توضح مختلف الفاعلين التنمويين بالمنطقة -محليين ووطنيين وحتى أجنبيين- سوف ننبري إلى إنجاز بحث أنثروبولوجي غايته فهم أسلوب حياة الواحيين وعلاقته بالبيئة ورهانات الاستدامة. وقبل أن يطرح البحث أي تخمينات بشأن الحلول الكفيلة بإيقاف نزيف التدهور الذي تشهده الواحة، سيقف أولًا وقفة مطولة لإعادة بناء المشكلة مع الناس، وبالطريقة التي يعبرون بها عن هذه المشكلة. أكيد أننا سوف ننطلق من نموذج نظري للكشف والتحليل يكون لنا بمثابة دليل ومرشد للعمل، لكننا حرصنا على أن يكون هذا الإطار فارغًا من كل محتوى؛ إذ لا نريد أن نقتحم الموضوع من خلال فرضية جاهزة نعمل في الميدان على التحقق من صدقها أو تفنيدها، فبحثنا ليس من طبيعة تجريبية (l’expérimentation)؛ حيث لن يكون من المفروض علينا أن نهيئ نموذجًا نظريًا بشكل قبلي، كي نختبر في ما بعد صدقه تجريبيًا، بل سنعمل على نمذجة (modélisation) التفاعلات في نفس الوقت الذي نعمل فيه على إبرازها تدريجيًا. إننا معنيون في هذه الدراسة بالطريقة التي يختبر بها مجموعة من الناس الواحة باعتبارها "مكانهم الطبيعي"، أي المكان الذي ينتمون إليه "بطريقة طبيعية". وانطلاقاً من هذا المنظور، نتوقع أن ينتهي تحليلنا السوسيولوجي للطريقة التي يدرك بها الواحيون الوضعية البيئية للواحات بتحديد "روح الواحة"، أي بنيتها ونسق معانيها.

-------------------------------------------------------------------------------

جمال سعيد فزة حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وأستاذ التعليم العالي مؤهل بقسم علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث يرأس قسم علم الاجتماع بنفس الجامعة منذ العام 2016. تندرج أهم أبحاثه في مجال سوسيولوجيا التنظيمات والأنثروبولوجيا. ومن بين أهم مؤلفاته: كتاب "سوسيولوجيا

التنظيمات: أسس واتجاهات" الصادر عن دار أبي رقراق سنة 2013، وكتاب "المنهجية الأنثروبولوجيا: بين إدوارد فسترمارك وإيفانس بريتشارد" الصادر عن دار الأمان سنة 2013، متبوعًا بالعدد الثاني من سلسلة المنهجية الأنثروبولوجية الذي يحمل عنوان "بنيوية كلود ليفي ستروس أو نحو فونولوجيا للقرابة". وساهم في إصدار كتب جماعية وعدد من المقالات في مجلات محكمة.

حسن مصطفى احجيج باحث ومترجم من المغرب حاصل على دكتوراه في علم اجتماعالتنظيمات والمقاولات. يشتغل مسؤولًا عن التواصل والعلاقات العامة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. يمارس التدريس لمادة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط. من بين اهتماماته الفكرية علم اجتماع الدين وإبيستيمولوجيا العلوم الاجتماعية ومناهجها. ترجم مجموعة من الأعمال، من بينها "الفرد والمجتمع: المشكلات الأساسية للسوسيولوجيا" (2017)، و"تاريخ الفلسفة في القرن العشرين" (2015)، و"القدرات والكفايات في الفلسفة" (2005)، و"التحليل النفسي" (2004)، بالإضافة إلى نصوص عديدة في مجال الفلسفة والعلوم الاجتماعية. نشر العديد من المقالات السوسيولوجية في مجلات ودوريات ومواقع متخصصة محكمة، وله تحت الطبع كتاب "نظرية العالم الاجتماعي: قواعد الممارسة السوسيولوجية عند بيير بورديو" (مؤمنون بلا حدود) و"البحث الكيفي في العلوم الاجتماعية: نظريات وتطبيقات" (منشورات نهوض).

عرض الكل
ACSS

رسالة من إدارة المجلس

اقرأ

ACSS

تحديد الإحتياجات

موارد للبحوث | المرصد

ACSS

إنتاج الأبحاث رفيعة المستوى

أبحاث | اصدارات

ACSS

تعزيز القدرات

تعزيز القدرات | التدريب

ACSS

المنابر والعمل الشبكى

التشبيك | الجمعية العمومية

ACSS

دعم الفكر المستقل

دعم الفكر المستقل