كيف تكتب ملخصًا؟

ما الملخص؟

الملخص وصف قصير ومبسط لعمل موسّع.

وليس الملخص نقدًا ولا تقييمًا للعمل الذي يصفه. ومع أنه يحتوي على بعض الكلمات الرئيسية المذكورة في العمل الموسّع، يبقى الملخص مستندًا كاملًا ومبتكرًا وليس مقطعًا مقتطفًا من ذلك العمل.

لماذا يجب كتابة ملخص؟

لكتابة الملخصات عدّة أسباب نذكر منها أهم اثنين: الانتقاء والفهرسة. فتساعد الملخصات القارئ على أن يقرّر بسرعة ما إذا كان العمل الموسّع يستحق القراءة. وقد تبرز الحاجة إلى الملخصات في أنواع مختلفة من عمليات الانتقاء، كالمنح والتمويل، والمقالات المقدمة إلى المجلات، ومشاريع الكتب المقدمة إلى ناشرين محتملين، وطلبات المشاركة في مؤتمرات أو ورش عمل أو دورات تدريبية. كذلك، يستعين عدد كبير من قواعد البيانات على الإنترنت بالملخصات لفهرسة الأعمال الموسعة، وتصنيفها ضمن اختصاص أو مجال معيّن. لهذا السبب يجب أن تتضمن الملخصّات كلمات مفتاحية وعبارات رئيسية تجعل البحث عنها عمليّة سهلة.

وبالطبع، يزيد الملخص الجيد من احتمال أن يهتم القارئ و/أو المقيّم بالعمل الموسّع، بينما قد تتسبّب كتابته بشكل رديء برفض الطلب أو المقترح المقدّم.

ما أنواع الملخصات؟

الملخصات نوعان: الملخصات الوصفية والمخلصات الإخبارية. وتهدف الملخصات الوصفية إلى شرح غاية البحث ومنهجياته ونطاقه، غير أنها لا تتضمن نتائجه. وعادة ما تكون الملخصات الوصفية قصيرة، أي بين المئة والمئتين كلمة فقط. أمّا الملخصات الإخبارية فتعطي لمحة عامة عن البحث ككُل، فتشمل غاية البحث ومنهجياته ونطاقه ونتائجه. وتكون هذه الفئة من الملخصات أطول من الفئة السابقة ويتراوح طولها بين الفقرة والصفحة. وبشكل عام، لا يزيد الملخص عن نسبة 10% من طول العمل الكامل. أمّا إذا كان العمل طويلًا، فقد يقلّ الملخص عن هذه النسبة بكثير. وننصح دائمًا بقراءة المبادئ التوجيهية للتقديم قبل الشروع بكتابة الملخص. 

وبغض النظر عن نوع الملخص الذي تختاره، على نصّك ألّا يكون تلخيصًا يحتوي على عناوين أو عناوين فرعية أومراجع، بل ينبغي أن يكون سلس القراءة ومؤلفًا من جمل كاملة ومتكاملة في ما لا يزيد عن فقرة أو فقرتين متواصلتين.

تتضمن الملخصات الوصفية:

- الغاية

- المنهجيات

- النطاق

تتضمن الملخصات الإخبارية:

- الغاية

- المنهجيات

- النطاق

- النتائج

ما الذي يجب ذكره في ملخص العمل؟

تختلف الملخصات بحسب المجال. وقد تختلف الملخصات في المجال نفسه أحيانًا. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتضمن ملخص بحث في مجال العلوم الاجتماعية نطاق البحث، وغايته، ونتائجه، ومحتواه. وبالرغم من اختلاف الملخصات، لا بد من أن يتضمن الملخص المعلومات الأربع الأساسية التالية:      

- الهدف الرئيسي لمشروعك والأساس المنطقي الذي يستند إليه (تحدّث عن المشكلة التي تحاول حلّها، وعن سبب أهميتها، واشرح نطاق المشروع بإيجاز)

- المنهجيات التي استخدمتها لتحقيق أهدافك

- نتائج المشروع (أو نتائجه المرجوة أو المتوقعة، في حال لم يكن مكتملًا بعد)

- الآثار المترتبة على المشروع

ما يُنصح به

- ذِكر عنوان البحث، واسم المؤلف، واسم المؤسسة التي ينتمي إليها، ومعلومات الاتصال بالمؤلف.

- وضع المعلومات الأهم في مقدمة الملخص.

- تقديم إشكالية البحث بشكل مقتضب.

- تحديد بدقة المشكلة التي يعالجها البحث وكيفية معالجتها.

- إظهار أهمية العمل أو جدواه.

- التفكير في عبارات رئيسية أو كلمات مفتاحية قد يستخدمها الناس للبحث عن هذا العمل بالذات وذكرها في الملخص.

- استخدام جمل قصيرة ومباشرة.

- اتّباع أسلوب واضح ومختصر وآسر.

- استخدام الأفعال عند الإمكان.

- في حال كانت نتائج البحث تواجه قيودًا أو معوّقات مهمّة، من الأفضل استخدام كلمات تفيد الاحتمال أو الشك مثل "يمكن"، و"قد"، و"يبدو".

- في حال كان ملخص المشروع أطول مما ينبغي، من الأفضل الاستغناء عن الصفات غير المهمة والتعريفات التي لا تساعد القارئ على فهم المشروع. كذلك، من المحبّذ تفادي التكرار والمعلومات غير المهمة.

- مراجعة ملخص العمل جيدًا لتصحيح الأخطاء اللغوية والمطبعية.

- الالتزام بعدد الكلمات المحدد.

ما لا يُنصح به

- استعمال المصطلحات المتخصصة (من الأفضل استبدالها بمصطلحات واضحة ومألوفة).

- ذكر المصادر والأرقام والجداول.

- تضمين الاقتباسات الطويلة.

- كتابة العناوين من أي نوع كانت.

- إضافة معلومات غير واردة في العمل الأساسي.

- تعريف المصطلحات، إلا إذا كان هدف العمل الموسع تغيير تعريف هذه المصطلحات أو مفهومها.

=========================================

أمثلة عن ملخصات ناجحة

"تأطير الفقر: البنك الدولي والإنتاج الأكاديمي في العالم العربي"

- ساري حنفي وسارة الجمل

تسعى هذه الورقة إلى تحديد وتحليل التأثيرات والقوى الاجتماعية التي تقف وراء إنتاج المعرفة على شكل مقالات المجلات الأكاديمية حول موضوع الفقر/اللامساواة الاجتماعية في العالم العربي، وبعض الاتجاهات البحثية حول هذا الموضوع. وسنقوم بثلاثة أنواع من التحليلات التي سيتم تنفيذها ل 201 مقالة باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية: تحليل المحتوى، وتحليل التأليف، وتحليل الاقتباسات. في تحليل المحتوى، سوف ندقق في مفاهيم الفقر/المساواة الاجتماعية المستخدمة، والمنهجيات المطبقة، واستخدام الأطر النظرية للدراسات والنماذج الفكرية السياسية والمعرفية السائدة، وبنية المقالات، وأنواعها (نقدية أومقالة فكرية أو مبنية على العمل الميداني). وفي تحليل التأليف، سنتناول بعض المؤشرات السوسيولوجية المتعلقة بالمؤلفين والمؤسسات المنتجة للمقالات. أما في ما يتعلق بالاقتباسات، فسنقوم بتحليل خصائص واتجاهات المراجع. وفي نهاية المطاف، سوف نستنتج أن هناك دور كبير يلعبه البنك الدولي وخبرائه في تأطير النقاش حول الفقر، خاصة في اللغة الإنجليزية والفرنسية، وأقل في اللغة العربية. وقد انفصل النقاش عن التفكير في اللامساواة الاجتماعية.

=========================================

"ما بين فك التعبئة والحركات المضادة والتحور في حركات لاحقة: أشكال الحشد الاحتجاجي في مصر بعد 30 يونو 2013"

- دينا الخواجة

برزت نظريات الحركات الاجتماعية كإطار مفهومي ملائم لفهم توسع وتنوع أنماط الحراك التي عرفها  "الشارع العربي"منذ يناير 2011. وتعددت مساهمات المداخل المختلقة المرتبطة بهذا الإطار سواء البنيوية منها كتلك التي تركز على رصد "بنى الفرص السياسية" التي سمحت باندلاع أشكال الغضب، أو المتعلقة بتحليل تعبئة الموارد والتي اهتمت برصد الموارد التنظيمية والمعرفية التي اكتسبها الناشطون على مدار عقد الغضب الذي سبق مرحلة ما يسمي بالربيع العربي، أو تلك المعنية بالتفاعل الرمزي بين الحركات وسياقها، بما في ذلك تتبع سير النشطاء والخبرات المتراكمة التي سمحت لهم بتأطير الصراع مع النظم السلطوية، وبتحقيق أشكال تعبوية لم تتوسع بهذا الشكل من قبل في كل من مصر وتونس على وجه التحديد.

وتسعى هذه الورقة إلى رصد وتفسير أنماط فك التعبئة التي شهدها الواقع المصري منذ عامين محاولةً التمييز بين ثلاث ظواهر: الأولى هي الهجر رغم تكلفة الخروج من الأطر التنظيمية، والثانية هي اعتناق الجذرية سواء في أطر ذات الحركة أو في أطر تتجاوزها لتتخذ مسارات "عنف" ثوري أو انتقامي، والثالثة تهتم بتأثير ظهور ما يسمى في الأدبيات بالحركات المضادة وما يثيره ذلك من استنزاف لربتورات الحركات الاحتجاجية ولأشكال الحشد التي بلورتها. وتنطلق الورقة من نموذج محدد لحركة احتجاجية بدأت تحت مسمى جبهة استمرار الثورة قبل 30 يونيو 2013، وتحورت إلى جبهة ثوار بعد خلع الرئيس الإخواني، لينبثق منها عدد من الحركات اللاحقة (spin off) والتي اعتمدت على خبرات الجبهة وخبرات أخرى سيتم التعرض لتأثيرها بالتفصيل. وتكمن أهمية الدراسة في تركيزها على لحظات الانسحاب والتفكك والرصد الاثنوجرافي للمنخرطين والمنسحبين بدلًا من هجر كل الإطار المفهومي لنظريات الحركات الاجتماعية، والعودة بقوة للتركيز على نمط إعادة إنتاج السلطوية كممارسة رئيسية كافية لتفسير العزوف والإنزواء الذين ميزا مرحلة ما بعد حكم الإخوان في مصر.  

عرض الكل
ACSS

رسالة من إدارة المجلس

اقرأ

ACSS

تحديد الإحتياجات

موارد للبحوث | المرصد

ACSS

إنتاج الأبحاث رفيعة المستوى

أبحاث | اصدارات

ACSS

تعزيز القدرات

تعزيز القدرات | التدريب

ACSS

المنابر والعمل الشبكى

التشبيك | الجمعية العمومية

ACSS

دعم الفكر المستقل

دعم الفكر المستقل