المنتدى

عودة


أعمال فاطمة المرنيسي بين المقاربة التاريخية والبحث الميداني (أسماء بنعدادة)

11/19/2019
أسماء بنعدادة هي أستاذة التعليم العالي في شعبة علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية- ظهر المهراز- جامعة سيدي محمد بن عبد الله- فاس. متخصصة في الدراسات النسائية والسوسيولوجيا السياسية.
 
على مستوى الإنتاج العلمي، صدر لها كتاب بعنوان “المرأة والسياسة دراسة سوسيولوجية للقطاعات النسائية الحزبية” 2008. لها مساهماتٌ في العديد من الكتب الجماعيّة أهمها:  “حركة الحقوق الإنسانيّة للنساء في المغرب. النهج التاريخي والأرشفي” 2015.  Le mouvement des droits humains des femmes au Maroc. Approche historique et archivistique 2015
كما لها مجموعة من الدراسات والأبحاث المنشورة في مجلات وطنية وعربية حول قضايا النساء. 
تحيط هذه المحاضرة الافتتاحيّة بالجرأة الكبيرة والحسّ النقدي اللذين تمتّعت بهما فاطمة المرنيسي التي كانت سبّاقة إلى إزالة ستار التحفّظ والتكتم عن قضايا حسّاسة ظلت تعدُّ من التابوهات الأساسية في الثقافة العربية الإسلامية. وتتلخص هذه القضايا في الثلاثي: الجنس والدين والسياسة، وموقع النساء داخله. لقد تمكنت الباحثة الراحلة فاطمة المرنيسي بشجاعة فكريّة ومهارة علمية من معالجة وضعيّات النساء والعلاقات بين الجنسين عبر التاريخ ونجحت في تحويلها إلى مواضيع قابلة للبحث والنقاش والتحليل والنقد، مفكِّكة بذكاء العالمة والتزام المناضلة النسائية أسس النظام البطريركي في الثقافة العربية الإسلامية. انتبهت فاطمة المرنيسي منذ البداية إلى أن فهم المشاكل الاجتماعية واليومية للنساء لا يتحقق إلا بإنجاز قراءة تاريخية تفكيكية ونقدية للأسس الفكرية والدينية وللخلفيات الثقافية التي تؤسس النظام الأبوي والمتخيل الذكوري ورصد مظاهر الدونيّة والتهميش التي تعاني منها النساء.
 
وتقسّم المحاضرة المسار العلمي لفاطمة المرنيسي على المستوى المنهجي إلى مسارين: الأول اعتُمدت فيه المقاربة التاريخية التحليلية التي وظّفتها في قراءة كتب التراث الإسلامي والفقه  من أجل فهم وضعيات النساء في الماضي ومحاولة الإجابة عن أسئلة الحاضر. يمكن ذكر على سبيل المثال بعض أعمالها التي اعتمدت فيها القراءة التاريخية التفكيكية وهي “الحريم السياسي، النبي ونساؤه” 1987، “سلطانات منسيات، نساء حاكمات في الإسلام” 1990، “نساء على أجنحة الحلم” 1996، ثم “الحريم والغرب”2001. 
أما المسار الثاني فاعتمدت فيه الباحثة المقاربة الميدانية وتقنيات البحث السوسيولوجي  ووظفتها في دراسة واقع ومشاكل فئات عريضة من النساء المغربيات، وقد تضمنتها دراسات وكتب مثل: “نساء بروليتاريات في المغرب” 1981، “المغرب عبر محكيات نسائه” 1983، “نساء الغرب” 1984، “أيت دبروي، جمعيات مدنية في الأطلس الكبير” 2003،  “السندباد المغربي، سفر في المغرب المدني” 2004 وغيرها...
 
وتحاول بنعدادة في هذه المحاضرة التطرّق إلى المقاربتين المنهجيتين اللتين استعملتهما الباحثة فاطمة المرنيسي في مشروعها الفكري والسوسيولوجي، مع التركيز على المقاربة الميدانية التي وظفتها في العديد من الأبحاث والدراسات حول نماذج متنوعة من النساء المغربيات، العاملات والفلاحات والنساجات والموظفات... كما وظفتها في دراسات حول حضور النساء والشباب في جمعيات المجتمع المدني. وأخيرًا اهتمامها بالثورة الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الخطاب الإعلامي والديني، وهو المشروع الذي لم يُكتب له أن يخرج ككتاب، إذ وافتها المنية قبل أن تتمكن من إتمامه وإصداره.
ترك تعليق

إذا كنتم ترغبون في الانتساب إلى المجلس العربي للعلوم الاجتماعية، يمكنكم مراجعة صفحة العضوية للاطلاع على أنواع العضوية وكيفية تقديم طلب الانتساب.